الأربعاء، 14 يونيو 2017

سند جيار يكتب- اغانى السماء

 انظري في عيني...ابنك لن يعود...لا تعولي. ..لا ترفعي الأصوات. ...لا تمزقي الثياب...لا تلطمي الخدود.... فابنك لن يعود....تذكرين حين اخبرتك يوم مولد ابنك انه زرق العيون.... عيني وعينك سوداء فمن أين جاء بذلك اللون الأزرق الصافي للعيون.... صرختي ... حطمتي. ... ومزقتي الملابس... اجتمع الناس حولنا ولن تنفض من بعدها المجالس....صمت ... واقنعت نفسي أن لاجدادنا زرقة في العيون... لكن الشك داخلي كان كبير.... انظري في عيني ... ابنك لن يعود....لن تري البحر في عينيه ولن تري السماء والقمر.... واعلمي أن عينيك ستذبل كما الورود وتفيض دموعا كما يفيض الغمام بالمطر.... لا تبكي لا تعولي فهذا لن يجعل ابنك ازرق العينين يعود.... أتذكرين حين كنت ترضعيه وحين كبر....وتذكرين حين جرح اصبعه الصغير اول مرة ومن الدماء قطر.... كم كان يوم مؤلما .... وكم قلبك انفطر. ... انظري في عيني ابنك لن يعود .... لانه كان يخاف المطر وضوء البرق وصوت الرعود. ... كان حين يخاف يضع رأسه الصغير في صدري.... فصدري كان بيته الصغير....رغم قسوتي وفكري المشوش وشكي العميق ورغم كل القيود....لا تعولي لا ترفعي الصوت.... حين أصبح 

ابنك ازرق العينين شابا وقابل فتاته الاولى. ..احترق جسده بالحب ... كرهت انت تلك البنت التي أعطت لابنك ازرق العينين الشباب والرجولة والفرح.....ولونت حياته بالحب والحنين والوان قوس قزح....انظري في عيني ولا تبكي ....فابنك لن يعود .... 

ابنك ازرق العينين ... كما البحر كما السماء كان يقول.... ان الجوع قبح...والظلام قبح والفقر والكره والسواد قبح... وان الحروب قبيحة هي ترعبني يا أبي فانا أخشى الرحيل عن الحبيبه..... انظري في عيني ولا تبكي ....فيكفي عيني التي فاضت 

بالدموع.... ابني ازرق العينين يا روحي ... لن يعود....هاجر الفتى هذا البلد....رحل حيث المحيط الأزرق الكبير هناك يغني اغنياته التي عشقها منذ أن كان صغير.... أغانيه التي اعرفها جيدا واحفظها جيدا...كم اعشق اغنياتك يا ولد..... ازرق العينين يغني.... الآن يغني ... اسمعه يغني....اغنية الخلود في القلب .... واغنية السماء....إلى الابد...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.