الجمعة، 16 يونيو 2017

نور محمد تكتب-ماأباحته محظوراتهم

قصة قصيرة

هاهي تعبر عتبة الحلم وتفتح بابه على مصراعيه .
بدت تطير فرحا ؛لتحقق حلمها تحملها جناحان لاتسيرها قدماها.
وضعت أولى خطواتها في الجامعة ،وهي تحتضن أوراق قبولها ! وقفت في صف طويل من الطلبة . كل طالب يسلم أوراقه.
يطُلب منه أن يذهب إلى مكتب عميد كليته لإجراء مقابلة.
رافقت مجاميع الطلبة إلى مكتب العميد وقفت هناك تنتظر وهي لاتعرف طبيعة الأسئلة التي ستقدمها اللجنة لها
بقية المنتظرين لايقلون جهلا عنها لكن بعضهم أخذيخمن

_ ستكون الأسئلة حول ماسندرس أكيد . بادر صوت من بين الجموع.
شعرت بالخوف فهي لاتحمل إلا معلومات مدرسية قليلة عن اللغة العربية ليتهم يسألوها عن الأدب فهي تعرف عنه الكثير تمنت ذلك بصمت !
- أخرجتها من تأملاتها همهمة الأصوات بين خائف وفرح بهذه المعلومة
_ أيدته بعض الأصوات أكيد ، أكيد.
_ خالفه صوت يكاد يكون واثقا من كلامه.
_ لا لا العام الماضي قدم أخي للكلية سألوه عن سبب اختياره للقسم الذي يرغب الدراسة فيه
_ عادت لشرودها وهي تفكر !
ماذا تخبرهم؟
هل ستخبرهم عما قاله والدها البارحة ؟
عندما دخل عليها غرفتها وجلس.
ثم سألها _ أي قسم اخترتِ؟
_ردت ساختار التأريخ أو الدين فقد حصلت على أعلى تقدير فيهما.
_ بادرها الأب أبنتي لاانصحك بدراسة التأريخ.؛لأنك عندما تتعمقين في دراسته ستكشف لك الحقائق وستعرفين أن التأريخ يُكتَب بأقلام المنتصرين. فالتأريخ مزيف ومزور عندها ستعانين لن تطيقي تدريس الزيف والكذب ، ولن يسمح لك بالخروج عما اعدوه في المناهج .
_سكت قليلا ثم واصل كلامه لا انصحك بدراسة الدين أيضا .
_ فالسياسة كالفرس الجموح وكل من يحاول ترويضها لايجد سوطا يلهب فيه ظهرها ويجعلها ذلولا تطيعه وتلبي أهوائه غير الدين ستصدمين بأن مايدرس لايمت بصلة للدين، ولايمثل منه غير القشور.
أما اللب فقد ضيعه جموح السياسة، فعندها ستقفين على مفترق طرق ؛طريق الله:وطريق صاحب القرار.
إن أردتِ الأول غيبتك السجون ،وضمت رفاتك المقابر الجماعية!
وأن سلكتِ الثاني ضيعتِ أخرتك.

_ ماذاتبقى لك ؟
_ اللغات ياأبي .
_ جيد اختاري إحدى اللغات ونصيحتي لتدرسي إحدى لغات الغرب؛ فنحن قوم نلعن الغرب على المنابر لكن ؛كل مالدينا منهم ،وكل مالدينا لهم .
_ لا ياأبي سادرس اللغة العربية فأنا اهوى الأدب العربي واعشق قراءة الشعر ،واتذوق بلاغة لغتنا ، وعظمة حرفها.
إن درست لغة أخرى سابتعد عن هوايتي الأثيرة.
وافقها الأب وتمنى لها التوفيق.
_ لا لا رددت مع نفسها طاردة هذه الفكرة من رأسها .
كيف تخبرهم بما قاله والدها؟
أتريد فقده ؟
قررت أن تخبرهم بالجزء الأخير مما دار مع والدها.
رددت جملتها الأخيرة معه . عدد غير منته من المرات جلبت تلك العبارة إلى سطح الذاكرة ؛كي لاتنساها.
أعادها صوت الموظفة إلى أرض الواقع .
_من يسمع اسمه يدخل من هذا الباب.

ران الصمت لم يبق غير صوت الموظفة ، وهي تنادي على الأسماء!
سمعت اسمها مع المجموعة الأولى . تمتمت ممتعضة !
يالحرف الألف سيقتلني !
يضعني دائما في وجه المدفع ؛ فأكون كبش الفداء.

لمَ ياأبي لم تختر لي اسما يبدأ بالياء أو الهاء ؟
عندها كنت سانتظر خروج من دخلوا قبلي؛ لافهم طبيعة الأسئلة.
دلفت إلى القاعة حيث تجلس اللجنة
كانوا ستة رجال بين أشيب وأنزع السمة المشتركة بينهم بطونهم الكبيرة التي تكاد تمزق أزرار قمصانهم وعلى رأس الطاولة يجلس العميد عرفته من البطاقة التعريفية التي وضعها أمامه.
كانت الأولى في الصف سألها أحد الأعضاء:
_لمَ اخترتِ دراسة اللغة العربية؟
_ حاولت استرجاع العبارة التي حفظتها فلم تتذكرها.
أين ذهبت تلك العبارة المنمقة؟
كيف غاصت في غياهب النسيان؟
لاتعلم شعرت بالإحراج لصمتها فأسرعت في الإجابة!
_ لأني أحبها همست بصوت بالكاد يسمع.
ابتسم السائل ووجه نفس السؤال لبقية المجموعة!
فجاءت الإجابة نسخة مكررة لجوابها !
_يالكم من ببغاوات رددت مع نفسها تبدون كقطع( الدومنو) تقعون تباعا .

الآن دور العميد في السؤال قال: أحد أعضاء اللجنة.
باغتهم سؤال العميد نزل عليها كالصاعقة !
_ هل لديكم معارضا للحكومة في عوائلكم حتى الدرجة الخامسة؟
لم يخطر هذا السؤال في بالها شعرت أن الأرض تمور تحت قدميها ! ليتها تستطيع الاختباء فقد حصل ماكانت تخافه؛ فهي لديها ابن عم يعد معارضا ؛وقد هاجر هربا من بطش الحكومة

حاولت السيطرة على نفسها ،ولم تتكلم كان الجزء المقابل للعميد من وجهها مغطى بشعرها المنسدل على كتفيها والجزء الأخر بعيد لن يميز خوفها وارتابكها العميد هكذا فكرت ؛لتهدئ من روعها.
أعاد العميد السؤال وأردف:أنتم تعرفون أن الجامعة مغلقة للحزب وتعلمون لن يقبل فيها من كان في عائلته( غوغائي)
حتى الدرجة الخامسة .
هيا أجيبوا ولاتكذبوا سترفع أسماؤكم لمقر الحزب للتأكد من صحة ماتقدمون من معلومات .
لماذا أراك مرتبكة سألها؟
_ أنا أجابته محاولة التماسك !
_ نعم رد بعصبية هل أحد إخوتك معارضا قولي ؟
_ لا لا سيدي أبدا إخوتي مازالوا أطفالا وأنا أكبرهم
_ لمَ أراك مرتبكة؟

_ استجمعت قوتها ؛لكي لايتبين ضعفها ووجهت لهم نظرة تحدي عزمت على مناقشتهم فما ذنبها هي إن كان في عائلتها من يعارضهم؟
وكيف لاتقبل في الجامعة وهي الأولى على مدرستها ؟
حضرت كلاما كثيرا للدفاع عن حقها الذي يريدون اغتصابه.
وحلمها الذي ينون اغتياله قبل ولادته.

لكنها لاحظت لأول مرة أنهم يرتدون( الخاكي).
أيقنت لافائدة من ضعفها أوتوسلاتها لهم فلن يلين لهم قلب(إن كان لهم قلب أصلا)
يجب أن تكون ثابتة كي تتقن الدور الذي ستمثله أمامهم

_ لاشيء سيدي أقسم لك لايوجد في عائلتي خائن للوطن .
تستطيع التأكد بنفسك.
_ طيب بادرها ستكتبين تعهدا خطيا وتقسمي على صحة ما تقولين وتحضري كفيلا من الثقاة على أن يكون موظفا في الدولة ليحاسب بالسجن إن ثبت عكس ماتقولين وأنت حينها ستطردين من الجامعة فهمتِ

فكان لهم ماطلبوا.
أُجبرت على كتابة التعهد وأن تقسم كذبا وإلا ستطرد ويضيع تعبها سدا و يُكسر قلب والدها!

عند عودتها للبيت رسمة ابتسامة مزيفة وهي تقص على مسامع والدها ماجرى من غير أن تتطرق لسؤال العميد!
تركت مادار سرا ليبق الوالد فخورا بأبنته التي حصدت أعلى الدرجات في الثانوية وستكون الأولى دائما.
وهي تردد في نفسها.
_ماللملك للملك ،وما لله فربي غفور رحيم.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.