الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

طفولة جانحة بقلم الأستاذ بدرالدين ناجي

طفولة جانحة
بقلم الأستاذ بدرالدين ناجي
طفلة كأنها وردة في عز الربيع، شذاها جعل امواج البحر تنحني لها احتراما و تبجيلا. طفلة آمنت بنفسها، و راحت تدافع بكلماتها و بدموعها و بكل ما لديها من قوة، لتزيل كل العراقيل الواقعية و الإفتراضية من دربها. طفلة سلاحها الأمثل و الأجدى هو براءة قلبها و طهارته، فمن هذا القلب تتفتح الورود و تنبع الأشياء الجميلة. و مع مرور الزمن بدات صفحة الحياة تتلون و تتزين و تاخذ الحياة في هذا الجسم الأنثوي المقبل على الدنيا زخرفها نضجا و بهاء. و في خضم تصاريف الحياة بدا هذا القلب الغض البريء ينسلخ عن طفولته، لتجد الطفولة نفسها في عالم آخر له نواميسه و قوانينه و احكامه. عالم اختفت فيه البراءة و حل فيه الجمال، عالم تشابكت فيه كل الدروب، و صار في كل درب ذئاب مفترسة تريد نهش جمال و براءة هذا القلب، و اجتثاث الحياة من هذا الجسم الذي مازالت البراءة تمرح و تلعب مبتسمة في قلبه. فمتى تعود الطفولة ليعود الهدوء، و تعود الإبتسامة الصادقة لترتسم من جديد على الشفاه البريئة. و يحل بدل هذا الصخب و هذه الفوضى استقرار يشمل الجسم و القلب معا. بدرالدين ناجي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.