الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

هموم نفس \\\\\\ الشامي/

🌪️قصة حقيقية قصيرة🌪️ 
☄️هموم نفس /الشامي/☄️

لا حباً أكتب و لا فراقاً أندب
سأحدثكم بهموم فتى يحسبه الناس من أهل السرور
و أنصار الصفا يغريهم بذلك سنه الضحوك و صوته الحافل بالطرب

و لو رأوه في عزلته ذاهلاً و سحابة
الحزن تغطي وجه و كأنما نضارة
الشباب قد أخطأت محياه
لظنوا أن النشاط و الأمل في واد
و هو في واد أخر.
كان فتى يؤمن بطهارة الحياة إيماناً
و بحسن الظن بالناس إحساناً
إلى أن كان اليوم الذي دخل فيه معترك الحياة من أوسع أبوابها
ألا وهو سبيل العيش
كان يتوهم أنه سيلقى إناساً سيشاركهم سفر الحياة الواسع، فيملأها معهم
بالحق و الواجب و يملؤنها بالعمل و الأمل
و كانت ترسغ في نفسه ما تعلمه في الكتب
من كلمات الحرية و الأخلاص و الفضيلة
و الرحمة و مما تتسع له قلوب الناس
و لكن الصدمة كانت بالغة حين رأى
الناس تسير على خلاف ما كان يظن
و أن الحياة التي دخل معتركها تكاد
تكون خالية من مشاعر الحياة و أن
السجايا التي كان يضنها من صفات
البشر إنما هي محض خيال و راعه
أن رأى الحياة مسرحاً واسعاً للنفاق
و الرياء و الخداع و الأباطيل و استعلاء الناس على الناس و أكلُ الناس بعضهم بعضاً و كأنما ما تعلمه في الكتب محض أساطير و أشتد به الأمر إلى أن أصبح ذو وجهين وجه يضاحك به الناس على كذبهم ووجه ينزوي به في خلوته حُزناً
على وجه الحياة الآخر الذي يفتقده
كل ما أعلمه عنه رغم صداقتي به أنه
أنضم إلى تنظيم داعش أو جبهة النصرة
لا أعرف لكن أقول لكم
إن منشأ كل هم هو النزاع القائم بين
ما تحن إليه النفس و نزعاتها و ما
تصطدم به من نقائص الحياة و نزواتها
و سؤالي أيها السادة هل يعيش الإنسان منفرداً في عالمه الأفلاطوني الجميل
مهما كان انتمائه الديني و الفلسفي
أم يخلع ثوبه الكريم و يدخل إلى
عالم الحياة بكل ما تحمله من ألوان
و ألوان و ألوان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.