السبت، 3 فبراير 2018

عندما أضاءت طلعتك أرجاء الزمان والمكان ؟ بقلم وألوان : خالد سليمان

منذ يومين ، في سهرة مع الأصدقاء ، استعاد أحدهم شريط زفافه ، الذي حضرته مع زوجتي سلوى - رحمها الله – عزّ وجلّ ، قبل وفاتها بشهرين ، وكان للجميع ارتحالات وأسفار في هذا الشريط المصوّر ، بينما كان لي سفري الخاص ، كنت أبحث عنها ، ها هي طلعتها تضيء عمري وتشعل النار في حزني ، وسال فيضان الدموع وكانت هذه الكلمات :
*******************
عندما أضاءت طلعتك أرجاء الزمان والمكان ؟ بقلم وألوان : خالد سليمان
**************************************************
تسافر عيني خلف طلّتك المقمرة 
وأبحث عنك وسط آلاف العيون 
فعيناك عندي أجمل عواصم العيون 
عيناك مدينتي وشاطئي الذي تبحث عنه سفينتي 
أنا مسافر بلا عنوان بعدك ، بعد أن كانت عيناك عنواني 
وها هي صفوف العيون تتوالى ولكنّ قلبي ما زال يبحث
وها هو قلبي يبحث عنك 
وها هو يمسك بيدي كأمّ حانية في محطة القطارات تمسك بوحيدها
وأنا أرتحل بين الأقدام والحقائب والأزياء 
ويشرق قلبي بالفرح ها هي ، إنّها هي ، نعم أنت ، يا أنت ، أين أنت ؟؟
إنّها حبيبتي ونبض قلبي ، يسافر قلبي في تفاصيل الصورة 
وتتسارع دقّاته كأنّه يراك لأوّل مرّة 
يا أميرة الحضور وسيّدة الحاضرين ، ليتك تمدّين يديك وتحملينني إلى عالمك لحظة 
ليتك تنظرين إليّ بأنس عينيك الذي ليس يضاهيه أنس بعدك
ليتك تهمسين بشفتيك وتكلمينني كلمة بل حرفا 
أنت يا من ملأت الدنيا حضورا وألوانا الآن يطويك الغياب
أنت يا من ملأت حياتي حضورا وقتلت الغياب الآن أين أنت ؟؟
والله ما غبت ، والله ما غبت 
وتسارع عيناي في تسجيل الحركات والسكنات 
كنت فريدة في حضورك كعادتك
طاووس يتألّق بخطوات رزينة كنت شمس المكان وقمره 
ها أنت تبتسمين فيبزغ في قلبي ألف قمر
وها أنت تنظرين بأناقة الملامح فتشتعل في دمائي ألف شمس
كانت الصورة دقائق ولكنّي لو شرحتها لكتبت كتبا طوال عمري من جمال روحك
وها أنت تشيرين لصديقة لك فتلوح أصابعك كغصن ورد يحمل ألف وردة 
وها هو خاتمك الذهبي الأنيق يغنّي من سعادته 
للذهب في يديك بريق آخر ، ولما لا إنه يستمدّ شخصيته من قمر ينام في يدك
وها هي أساورك الفضية تغني وتتمايل وهي تنافس ماس الدنيا 
ولم لا ؟ أليست هي مصاحبة لأميرة عمري وسندريلا أيّامي 
وها هو حضورك الرائع يلوّن المكان بأحلى المشاعر 
وها هو حجابك الرائع ينافس أرقى خطوط الأزياء الجاهلية ويهزمها 
حاولت أن أسافر في التفاصيل فلم أستطع أن أروي قلبي بأنهار فاضت فجأة 
ما سرّ ملامحك الليلة ؟؟
تتألقين كليلة عيد ،
تتألقين في ليلة شباب القمر 
عيناي تسافران في مدينة الجمال
كأنّي أراك لأوّل مرة 
قلبي يرتدي نظّارته السوداء ليخفي عنك ملامح انكساره بعدك
يطلّ عليك ويختفي حتى لا ترين دموعه وتسألين عنه بلهفة الأم 
وروحي حشدت كلّ قواها لتتأمّلك 
ومشاعري تضجّ في قلبي وتصرخ قائلة لك : كلّي لك يا سيّدة الحضور 
يا سيّدة الحضور خذيني إليك 
خذني أيّها القمر إلى مدارك 
فأنا بدونك بلا مدار ولا نهار 
أسكن الليل والليل يسكنني 
تفحّمت لحظاتي من بعدك 
وبنى الحزن مملكته في قلبي 
كنت مضادا للحزن وبعدك صار قلبي مأوى للحزن 
وها هي ملامحك على الشاشة تتحدّى الموت وتتحدّى كل أفول 
من قال القمر البازغ مات ؟
من قال الأنس الدافئ مات ؟
من قال أن سيّدة الحضور تموت ؟
وفاضت دموعي من بين يدي كشلال هادر يخرج من ثقب إبرة 
وضعت أصابعي على وجهي فلا أحبّ أحدا أن يراني هكذا 
وأحسّ من حولي بي ولاحقتني أسئلتهم ، ما بك ؟ ما بك ؟
وهنا صنعت من أصابعي نافذة أطلّ بها على واقعي الجديد بدونك 
أسير وحدي أعيش وحدي أبكي وحدي 
سألت الله لك الرحمة وانكفأت على نفسي أستغفره عزّ وجلّ
اللهم لا اعتراض يارب اللهمّ لا اعتراض
اللهم بحق جلال وجهك وعظيم سلطانك أقرئها منّي السلام يارب 
فأنت الآن بيني وبينها ونعم الرقيب الحسيب أنت 
اللهم زيّنها باللؤلؤ والمرجان 
اللهم اجعلها من أهل الرضا والقبول يارب 
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات 
اللهم اغفر لأبي وأمي وزوجتي 
اللهم استجب وتقبّل يارب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.