السبت، 8 يوليو 2017

متحف الطين \\\\\ محمد علي محمد


متحف الطين 
ــــــــــــــ 
فصول من ورق ... 
ظل مترف بالرّماد 
و روح يزهر طيفها بالأنين 
و يدان تقلّدان مطفأة ً
من حنين ...
توهجت براعمها 
في الصفحة الأولى 
من مرايا الخيال 
و أصوات ... 
يتضاءل صداها 
حتى يبلغ مرساها ... 
...... نهايات البخور 
ذاكرتي ... 
روضة عتيقه 
يزدحم فيها الدماء 
و قصيدة ... 
فقدت حروفها 
لفْظُها الجميل 
كواحةٍ من دخانٍ صاخبٍ 
عافها القمر ... 
و تاهت ... 
على صفحتها 
شفرة الضوء النحيل 
ففي كل صباح ... 
يسافر النّدى 
في زحمة الطحالب 
و يضيع حصاد الشمس 
على يد الرّيح 
و الشراع الحائر ... 
يستغيث بنورٍ 
تهشمت أصابعه 
على شاطىء أنجبته ... 
المرايا 
قد أقسمت خيوط الضباب 
بعصمة النهار 
أن تبتلع ثقوب المفاتيح ...
و تشرب من الدهر 
...... عتبات الصباح 
قد رحلت هالة الوقت المجيد 
و نبيذه الليلي ! 
و تحطم سرير النجوم 
كارتطام الأكفّ ... 
...... ساعة النحيب 
قد غادرت جماجمنا ... 
ذاكرة متهمة بالفرح 
و ملوثة بموت الظهيره !
غادرتنا ... 
بهجة التفّاح المسجى 
في سريرٍ 
تعثرت فيه أقدام 
من خشبٍ قرمزي 
إذ قالت أنفاس الصبا : 
إني رأيت ثلاث نصالٍ ... 
و نيّف 
تشق دروبها في اللحم الطري 
صلبان لا تستريح !
فأجابت عيون السماء :
إنا أعطيناك فسحة بيضاء 
فاخلع عريّك الآن ... 
في متحف الطين ... 
و التراب 
ـــــــــــــــ
محمد علي محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.