الخميس، 25 يناير 2018

ثلج وموت \\\\ ميسون محمد شحادة

ثلج وموت
-------------
تناثرت ندف الثلج
ابتهج القلب
ماس وعيد وشموع
الأطفال تجري
للتزلج حكايا
وراء النوافذ
عن الأقزام والساحرات
ومؤتمر الفصول
والشموع تضاء
تدفئ اقداما تطير
فوق الجليد
هناك على الجبال
جبال بعيدة
كعمر الزمن
تلوح قريبة
كقرع الطبول
كصوت الحروب
أزف الليل
والدرب عسيرة
والباب موصد
هوت القلوب
على الثلوج
مات الأمل
اغتيل اللحن
برصاص أبيض
خائن أنت يا ثلج
تخون الحلم
والطفولة
وترضي الغرور
غرور الحروب
وتجار الصفقات
تجار الجثث
عبدة المال
تهدهد الفرح أهازيج
لابن الغني
وتسكب الموت زؤاما
بثغر اليتيم
طفل ضاع من الحرب
أجهض حلمه بالربيع
أشلاء وأشلاء
والطفل يلوذ
بمئزر أم
يرتشف الدفء
جف الحليب
الطفل يبكي
تجمدت العروق
وثغرها يكابر
يكمل الحكايا
حكايا المساء
عن طفلة الكبريت
في ليلة العيد
عن ذئب غدار
والذئب قريب
بكى وجعا
عاف الوليمة
العالم أصم
الحدود بعيدة
سنقيم مأدبة
وأهديك قلبي
وزنبق ودمية
وقبلة فوق الجبين
بعطر الياسمين...
برضاب الشآم..
العالم أخرس
حلم بنكهة الموقد
والخبز والكوخ
لا عود ثقاب
لا نور قريب
الجمر قلب
والنار حب
والقلب يحمل الهدايا
لوز وشموع وبيادر
وبقايا دمية
الريح أعتى
اقتلعت الزهر
من المقلات
وضاع الربيع
تجمد القلب
الروح تطير
لعالم فوق الثريا
يقيم مأدبة العيد
قلوب أثقلت الجبال جمرا
بألوان الحب وأغصان الزيتون
من أرض الأجداد
هوت عليها بالثلوج
التقطت الكاميرا أشلاء
نامت عنها العيون
قاس أنت أيها الجار
قد حملتك عيوننا عن الرصاص
فاقتلعت من ثغر أطفالنا القبل
زرعت الشوك
على الحدود
أدميت العيون
أب وحيد
يرثي طفله ومهجته
ويغمض الجفن
ويسدل الستار
لحكاية وئدت من أول فصل
وختمت بالشمع الأبيض
حكاية قلبين تحابا
حلما ... بربيع وسرير
والحلم جريمة
سنبلة زرعت فوق الجراح
لوعد البيادر
والحقل عقيم
والثلج حاقد
وأشلاء سنونو فوق السحاب
تنثر الدموع
تروي جثة تحت التراب
جثة أمير سعيد
السنونو ميت
الوحش كاسر
خنق الصراخ
خنتنا أنت يا ذا النقاء
ثلج بقلب من ظلام
كقلب كيرتز...
سجن مارلو...
كسر القلم...
من يروي الحكاية?!
كفن يمزق القلوب
ويهوي بالخيام
الموت يحصد البراعم
من كل حدب
تعددت ألوان الموت
بكل النكهات
بالرصاص... بالثلج ... بالبحر
نم أنت يا ضمير الشعوب
الوقت سبات
للأبد
لن يوقظك صوت الموت
ولا صرخة الجنين في الرحم
الرحم أسود
والطفل سقيم
والموت يحصد...
ولما يبزغ الفجر...
بقلم: ميسون محمد شحادة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.